الوهم المشروع

لما الصورة العامة بتسرق روحك
تلهيك عن هم الناس في جروحك
ما تشوفش في عين الأبّات العاجزين دمع الأطفال
ما تحسش باليأس القلقان

في قلب الخلق المليان بالشك
إنوّ لبكرة حتطلع شمس
يغدرك الليل الغاشي عليك بالويل
يقتلك العجز الي بيلف علي رقاب الشبان قللات الحبل
ويسم بدنك عطن المواويل
المتبحْترة زي السمك الميت علي وش النيل
يلهيك عن فـُحش الصورة يخدعك البرواز
ما تشوفش حقيقة التهاويل
إن خطوط الكرافتات السولكا – براز
وان الألوان الأكوريل الي موهوجة في خدود السادة
وعلي جبين الجنرال وإبنه ومراته
مش ألوان لكن نفايات نفط وجاز
وإنه الحبر اللي محدد شكل حروف كلماته
وبيلمع في تكاسيم تقاسيم قمصانه و ﭽاكتاته
أصلاًَ مش حبر
زيه زي الألوان الزيت والمية مش ألوان
رغم أنها معجونة في باليتات فخمة من عاج ورخام
دايب زيها في مية من بول الخيل
ودماء الأطفال
صدقني والا مش ح تصدقني
بنفسك بحلق تتحقق
جس بطرف صوابعك أطراف المنظر

تلاقيها عتـّة وبايشة من أنفاس الجنرالات المُغتالين غدر
ومن صرخات الأيتام المغدورين بالجوع و الفيْرس
والفلاحين المقتولين بالمَيّه مجاري ف أطراف كفر الشيخ
تتأكد إن الخلفية كلها متــّلصّقة علي هلاليل الخيش
المسروق من لوطـّات خردة يونية وكيماويات يوسف والي
وخيام حرب الإستنزاف ..أيام الجيش
تتحقق إن المنظر كله علي بعضه منظر وهمي
وإن الصورة العامة كابوس
وانه مافيش فايدة تغرق في التفاصيل
والقال والقيل
الحال افظع من كل التحاليل
والخطب الثورية والمقالات الكوميدية
عاجز عن وصفه حتي دم الشعرا في المواويل

الصورة أصلاَ وهمية من تحت لفوق
إحذر تغرق في التفاصيل الجارحة
الصورة العامة كابوس
وما فيش فايدة غير إنك تصحي
وتخرج من أسر خيالك .. وتفوق